أهمية بناء علاقة قوية في الكوتشينغ


يُعَدُّ الكوتشينغ أمراً هاماً ولكنَّه في الغالب لا يُقدَّر حق قدره، ويعتمد نجاح الكوتشينغ على قوة العلاقة المبنية بين الكوتش ومتلقي الكوتشينغ.

الجزء الأكثر أهمية في عملية التعلُّم والتطوير هو الكوتشينغ؛ إذ يوفر فرصة لوضع التعلُّم موضع التنفيذ، واستكشاف الأهداف الفردية والإبداع والابتكار في مواجهة التحديات الشخصية.

لا يدعم الكوتشينغ التطوير الشخصي فحسب؛ وإنَّما الأهم من ذلك يمكن أن يؤثر أيضاً في التغيير السلوكي والاستراتيجي في جميع أقسام المنظمة، وتُعَدُّ برامج القيادة التي تتضمن شكلاً من أشكال الكوتشينغ أكثر نجاحاً في ترسيخ سلوكات ومهارات وأساليب جديدة ستؤثر في النهاية في الأداء العام، وقد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً وقد يكون مُكلفاً للشركات، وغالباً ما يكون الكوتشينغ جزءاً من برنامج تطوير مُنخفض التكلفة عندما تكون الميزانيات محدودة.

يعتمد الكوتشينغ الفعَّال على العلاقات القوية مع كل من كبار أعضاء المنظمة لضمان فهم احتياجات الشركة وأهدافها والالتزام بها، ومع الأشخاص الذين يتلقون الكوتشينغ لبناء الثقة والعلاقة الأساسيتين.

بناء الألفة بين الكوتش ومتلقي الكوتشينغ:

من الجيد تطوير علاقة الكوتش بمتلقي الكوتشينغ خلال فترة من الزمن؛ ممَّا يُتيح لهما الفرصة للتعرُّف إلى بعضهما بعضاً وإنشاء علاقة طويلة الأمد، وبالنسبة إلى الكوتش فإنَّ الأمر كله يتعلق بفهم ما الذي يجعل المتدرب يتصرَّف بطريقة معيَّنة، وما الأسلوب الذي يفهمه، وما هي تطلعاته، وما الأمور التي تُثبِّط عزيمته، أمَّا بالنسبة إلى متلقي الكوتشينغ فهذه هي الفرصة لاستكشاف جوانب البرنامج بصورة أعمق إذا لزم الأمر؛ للتعلُّم واكتساب الثقة بتطبيق الأساليب المُقدَّمة له.

يسمح الالتزام والأسلوب طويلَي الأمد للكوتش بدعم الفرد باستمرار في ترسيخ سلوكات جديدة تماماً مع مرور الوقت ومواجهة التحديات الجديدة عند ظهورها، والتي ستؤثر بلا شك في أدائه وفي نهاية المطاف ستؤثر في الشركة؛ هذا هو السبب بأنَّه يُنظَر إلى الكوتشينغ على أنَّه استثمار مُربح.

تفوق فوائد الكوتشينغ تكاليفه بكثير؛ إذ تميل الشركات التي تطبق الكوتشينغ الفعَّال إلى رؤية تحسُّن في انسجام الفريق والروح المعنوية وزيادة في حافز الموظفين وطموحهم؛ ممَّا يؤدي في النهاية إلى زيادة المبيعات والإنتاجية.

10 خطوات لتقديم الكوتشينغ بطريقة ناجحة:

1. تسجيل التعلُّم:

شجِّع المشاركين في البرنامج على تسجيل تجربتهم بعد كل جلسة، وسيمنح الاهتمام بتطوير الأفراد والقدرة على الإشارة إلى الإنجازات الثقة بمهاراتهم.

2. التعرُّف إلى الفريق:

تأكَّد من فهمك للثقافة والشخصيات المختلفة داخل المنظمة؛ فبهذه الطريقة يمكنك استخدام أمثلة حقيقية ضمن برنامج الكوتشينغ وترسيخ قيم الشركة وأخلاقها منذ البداية.

3. التعرُّف إلى المنظمة:

يجب على الكوتش أن يفهم أهداف المنظمة ويطابقها مع الأهداف والدوافع الفردية لتحقيق المنفعة في كافة أقسام المنظمة.

4. اهتمام الكوتش شخصياً بأهداف الفريق والأهداف الفردية:

أظهِر التزاماً بمعالجة المشكلات المختلفة التي يواجهها أعضاء الفريق؛ إذ يساعد هذا الأمر الموظف على معرفة كيف يمكن أن يكون لتحقيق هدف شخصي تأثير كبير ويساعد الفريق على تحقيق الأهداف.

5. طرح أسئلة من شأنها كشف آفاق جديدة:

إنَّ طرح الأسئلة هو أسلوب جيد لتشجيع المتدربين على التفكير في الموضوع والتوصُّل إلى حلول خاصة بهم، كما يساعدهم ذلك على تطوير التفكير الإبداعي ويمنح المتدرب الثقة بقدراته الذاتية.

6. بناء الألفة:

يجب أن يتعرَّف الكوتش إلى المتدربين ويتحدث إليهم ويستخدم اللغة التي يستخدمونها ومصطلحات الشركة لإظهار التعاطف والاهتمام بدوافعهم، ويجب على الكوتش أن يستعد بصورة كاملة للجلسة إذ يتذكر التفاصيل الصغيرة الهامة للمتدرِّب ويمكنه الاعتماد عليها في الجلسة.

7. الانتظام:

حدِّد فترات منتظمة لجلسات الكوتشينغ وتأكَّد من أنَّ كلاً منها يحقق شيئاً جديداً أو يساعد المتدرب على اتِّخاذ إجراء ليشعر بالتقدم.

8. التخطيط:

تأكَّد من التخطيط للجلسة بكفاءَة، وبأنَّ لديك فهماً واضحاً للعملية والتنظيم في الجلسة.

9. الهدف:

يجب أن تُحدِّد ما الذي تريد استكشافه مع المتدرِّب، ويجب أن تقيِّم التحديات التي تواجهها وهدفك النهائي.

10. التغذية الراجعة:

تأكَّد من منح الإدارة العليا تغذيةً راجعةً حول تأثير الجلسات حتى يتمكنوا من رؤية الفوائد الناتجة، ومع ذلك يجب تحقيق التوازن من خلال إظهار النجاح دون أن يؤثر ذلك في ثقة متلقي الكوتشينغ.