لماذا أصبحت كوتش أعمال مختصة بتأثير الصدمات النفسية؟


ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكوتش ستيسي هاغن (Stacey Hagen)، والتي تُحدِّثُنا فيه عن الأسباب التي جعلَتها تصبح كوتش أعمال مُختصَّة بتأثير الصدمات النفسية.

بصفتي كوتش أعمال؛ فأنا أُعنى بجميع جوانب المشاريع إلى جانب الأشخاص الذين يديرونها، قدَّمتُ الدعم لعملائي من الكوتشز الآخرين والمعالجين ورواد أعمال مبدعين في مجالات مثل: إنشاء الاستراتيجيات وتعزيز العقلية والطاقة، أمَّا الآن بصفتي كوتش أعمال مُختصة بتأثير الصدمات النفسية، فأنا قادرة على خدمة العملاء على مستوى أعمق؛ لذا سأشارك في هذا المقال الأسباب التي دفعَتني إلى أن أصبح كوتشاً مُختصةً بتأثير الصدمات النفسية وما يعنيه ذلك وكيف سأوظِّف هذا العمل في عملية الكوتشينغ التي أعتمدها من الآن فصاعداً.

ما هي الصدمة؟

تستحضر كلمة "الصدمة" في أذهان الكثيرين من الناس صوراً لأحداث مأساوية تُدمِّر الحياة؛ مثل الاعتداء الجنسي أو حادث سيارة يهدِّد الحياة أو الذعر من مرض أو إساءَة معاملة الأطفال، ولكنَّ هذه الحالات هي أمثلة عن صدمات كبيرة، بينما للصدمات درجات في الواقع؛ فحتى حادثة واحدة تبدو "صغيرة" يمكن أن تترك أثراً كبيراً فينا، ولا سيما إذا حدثَت في طفولتنا، وتشمل الصدمة أيضاً أحداث الطفولة الشائعة؛ مثل الطلاق والانفصال والتنمُّر وعدم تلبية احتياجاتنا العاطفية على سبيل المثال لا الحصر.

تجدر الإشارة إلى أنَّ الصدمة لا يحدِّدها الحدث نفسه؛ بل التجربة التي اختبرناها من ذلك الحدث؛ فمثلاً يمكن أن نتعرَّض إلى الحدث ذاته بالضبط، لكنْ يختلف تأثُّر أنظمتنا العصبية وأجسادنا فيه. إنَّ الحقيقة المُرَّة - لكنْ الطبيعية بالنسبة إلينا كبشر - هي أنَّ الكثيرين منَّا يعيشون وفي حياتهم نوع من الصدمات، وقد تظهَر هذه الصدمات في العمل.

ما هو الكوتشينغ المُختص بتأثير الصدمات النفسية؟

شاع مصطلح "الإلمام بتأثير الصدمات النفسية" في أيامنا هذه، وهذا غير مُستغرَب؛ فالنهج القائم على الإلمام بتأثير الصدمات النفسية ضروري لتوفير ظروف أكثر أماناً وفاعلية لتحقيق التغيير الحقيقي المطلوب في إطار علاقة الكوتشينغ.

تُقدِّم منصة "تروما إنفورمد كوتشينغ" (Trauma-Informed Coaching) خير تعريف للكوتشينغ المُختص بتأثير الصدمات النفسية: "هو فهم وجود صدمة نفسية خلال سير علاقة الكوتش بالعميل وكيفية استخدامها كدليل لتحقيق المرونة والتوصُّل إلى حلٍّ للمضي قدماً في المستقبل"، إلَّا أنَّ هذا التعريف لا يغطي تماماً كل ما يتطلبه الكوتشينغ المُختص بتأثير الصدمات النفسية.

المبادئ الأساسية للكوتشينغ المُختص بتأثير الصدمات النفسية:

  • إنشاء بيئة كوتشينغ وإجراءات عمل آمنة للجميع؛ بما في ذلك أولئك الذين عانوا من تأثير الصدمات النفسية.
  • السعي إلى تجنُّب إيذاء عملائك ممَّن يتلقون الكوتشينغ نفسياً؛ وذلك لأنَّ الكوتشينغ يمكن أن يتغلغل في أعماق النفس وتكون له آثار دائمة.
  • تطبيق ممارسات أخلاقية في التسويق والمبيعات؛ كي لا تُسبِّبَ أو تديم أيَّة صدمات نفسية على مستوى أعلى.
  • السعي إلى فهم العميل على المستوى الفردي إلى جانب جميع تجاربه السابقة؛ بما في ذلك الصدمات النفسية التي تشكِّل شخصيته بالكامل.
  • القدرة على تبنِّي وجهات نظر مختلفة عن وجهات نظرك، وفهم أنَّ تجارب كل عميل حقيقية، فلا تتلاعب "سواءَ بقصد أم بغير قصد" بعقول عملائك.

الكوتشينغ المُختص بتأثير الصدمات النفسية هو ممارسة لفهم كيف يمكن أن تتجلَّى الصدمات النفسية في الماضي في المواقف الحالية للعملاء، وكيفية دعم العميل في فهمها، والتأكُّد من أنَّك تعمل مع العملاء في مكان آمن نفسياً؛ حيث لن يتعرَّضوا إلى مزيد من الصدمات النفسية.

لماذا أصبحتُ كوتش أعمال مُختصة بتأثير الصدمات النفسية؟

بصفتي كوتش حياة وأعمال مُعتمَدة على مدار الأعوام السبعة الماضية، فقد دعمتُ عملائي لإنشاء وتنمية مشاريع تتوافق مع شخصياتهم؛ فقد قدَّمَت لي أول شهادة كوتشينغ أتلقاها قدراً كبيراً من التدريب لدعم عملائي إلى جانب خلفيتي المهنيَّة في مجال التسويق والأعمال، لكنْ مثل جميع أشكال الكوتشينغ - سواءَ كان كوتشينغ أعمال أم صحة أم علاقات - فالعميل هو مركز كل العمل الذي نقوم به؛ إذ يجلب كل عميل وجهات نظر وخلفيات وتجارب فريدة؛ من ضمنها الصدمات النفسية أيضاً.

لقد قدمتُ الكوتشينغ لعملائي في مجال الأعمال لحالات مثل: متلازمة المحتال (Impostor Syndrome) والخوف من الظهور أمام الناس والكمال؛ والتي كانت جميعها مشكلات متجذِّرة فيهم؛ أي بعبارة أخرى لم تَظهَر هذه الحالات لأول مرة في أعمالهم؛ بل غالباً ما كانت مخاوف متأصِّلة نابعة عن تجارب الطفولة والصدمات النفسية الماضية؛ لذلكَ أدركتُ أنَّني أردتُ دعم عملائي على مستوى أعمق كي يتمكَّنوا من معالجة هذه المشكلات من جذورها حتى يتمكَّنوا من معالجتها إلى الأبد، فهذه الحالات ليست مجرد "عقبات عقلية"؛ بل هي استراتيجيات تأقلم نطوِّرها من أجل البقاء على قيد الحياة؛ والتي غالباً ما ننقلها إلى أعمالنا دون أن ندرك ذلك.

ما يجب أن يعرفه العملاء عن الكوتشينغ المُختص بتأثير الصدمات النفسية:

لا يعني كوني كوتش أعمال مُختصة بتأثير الصدمات النفسية أنَّني أُعالِج تأثير تلك الصدمات؛ بل ينبغي اللجوء إلى معالجين محترفين لمعالجتها، ولكنَّ ما يعنيه الأمر بالضبط هو:

  • أنَّني مُلمَّة وثقافتي واسعة بالتفاصيل الدقيقة التي تظهَر عندما يكون العميل قد تعرَّض إلى صدمة سابقة، كما لدي أدوات وممارسات وأساليب لإنشاء مساحة آمنة للعميل ليشارك ما يقاسيه، فأُصغي إليه وأُقدِّم له الدعم.
  • أنَّ أسلوبي الخاص في العمل والكوتشينغ يركِّز في سلامة عملائي؛ مما يعني أنَّني أبذل قصارى جهدي كي لا أُلحِقَ المزيد من الضرر بك أو أُضيف المزيد من الصدمات النفسية إلى حياتك.

كوني كوتشاً مُختصة بتأثير الصدمات النفسية؛ فأنا أتناول في الكوتشينغ كل جانب من جوانب العميل؛ بما في ذلك تجارب حياته السابقة والصدمات والمعتقدات التي يحملها. يراعي نهجي في كوتشينغ الأعمال المُختص بتأثير الصدمات النفسية جميعَ جوانب حياة رب العمل؛ وذلك لأنَّ ما يظهَر في جانب من حياته سيتجلَّى في جانب آخر أيضاً، فكل شيء مرتبط ببعضه.

ما يمكن أن تتوقعه من كوتشينغ الأعمال المُختص بتأثير الصدمات النفسية:

قدَّمَت لي الشهادة في الكوتشينغ المُختص بتأثير الصدمات النفسية التي حصلتُ عليها طريقة جديدة لمعالجة الصدمات والمحفزات والتوتر الذي يقبع في أجسادنا؛ فعلى الرغم من أنَّ العقل يكشف عن الأفكار والمعتقدات المُقيِّدة، لكنْ غالباً ما يكون الجسد هو الذي يحمل الحلول للقضايا الأكثر عمقاً؛ فمن خلال نهج الكوتشينغ هذا سنرشدك إلى استكشاف المشاعر والأحاسيس التي تَظهَر في جسدك بهدف شفائها.

أستخدمُ الآن تقنيات الكوتشينغ القائمة على الجسد لمساعدة العملاء على إدراك الصدمات السابقة وكيف تؤثِّر في أعمالهم، والعثور على الصدمة التي ما تزال تعيش في أجسادهم ومعالجتها، وتعلُّم كيفية دعم أنفسهم خلال شفائهم؛ وذلك كي يتمكَّنوا من التحرُّر من أفكارهم السابقة؛ إذ يمكن أن تساعد هذه الطريقة الجديدة على دعم العملاء في مواجهة تحديات مثل: متلازمة المحتال والهوس بالكمال والخوف من الظهور أمام الناس وغيرها؛ الأمر الذي يمكن أن يمنعهم عن الوصول إلى أقصى إمكاناتهم في أعمالهم.

عندما لا يجدي الكوتشينغ لمعالجة الحالة الذهنية أحياناً نفعاً؛ فيكون ذلك بسبب وجود أمر أعمق أشد تأثيراً؛ لذا يمكن أن يساعد الكوتشينغ لمعالجة الجسد على الوصول إلى هذا المستوى الأعمق من المشكلات ومعالجة ما يعوق العميل من داخل جسده.

قد يشمل الكوتشينغ المُختص بتأثير الصدمات النفسية تجارب جسدية:

تعني التجربة الجسدية تحديد ما نشعر به في أجسادنا؛ مثل الشعور بضيق في الصدر أو آلام حادة في الظهر أو الشعور بفراغ في المعدة؛ حيث نكشف عن تجاربك السابقة من خلال أحاسيسك الجسدية؛ لذلك خلال الكوتشينغ الجسدي عندما نُحدِّد الأفكار والمعتقدات المرتبطة بالمخاوف؛ نعاين في الواقع الشعور نفسه مع التركيز في كيفية ظهوره حالياً في جسدك.

الحقيقة هي أنَّ الجسد يصلح لأن يكون دليلنا أكثر من العقل؛ إذ يخزِّن الجسم الذكريات؛ بما في ذلك الصدمات النفسية؛ لهذا السبب نُظهِر ردود فعل عميقة لأشياء معيَّنة، ولا سيما تلك المرتبطة بالصدمات النفسية التي مررنا بها؛ لذا الكوتشينغ الجسدي هو أداة قوية عندما يتعلَّق الأمر بالكشف عن المشكلات العميقة في النفس ومعالجتها.

كيف أدعم عملائي بصفتي كوتش أعمال مُختصة بتأثير الصدمات النفسية؟

لقد تعلَّمتُ الكثير من خلال دعم عملائي في مواجهة هذه التحديات من خلال الكوتشينغ الجسدي؛ فما زلتُ أعتقد أنَّ للعقلية دور هام، لكنْ لا يمكنك فصل العقل عن الجسد، والأمر الأكثر فاعلية هو القدرة على معالجة هذه الأفكار والمخاوف من جذورها.

ما نعالجه في الكوتشينغ المُختص بتأثير الصدمات النفسية:

نتعامل بالطبع مع وضع الاستراتيجيات وتعزيز العقليات، والآن يمكننا أيضاً معالجة المشاعر العميقة التي تظهَر حتماً عندما نهمُّ بعمل يخيفنا؛ مثل بدء مشروع تجاري ومشاركة أسرارنا والظهور أمام الناس؛ ونتيجة لذلك يمكن لعملائي:

  • فهم أنفسهم بصورة أفضل، والأسباب التي تجعلهم يواجهون بعض العقبات.
  • دعم أنفسهم والتغلُّب على المخاوف والتحديات في أعمالهم.
  • الشعور المتزايد بالثقة في النفس في أعمالهم.
  • استخدام الأدوات والممارسات للمساعدة على التأكُّد من أنَّهم يعتنون بأهم ما يدفع أعمالهم إلى النجاح؛ وهو أنفسهم.