العلامة التجارية الخاصة بالكوتش


إلى جانب تصميم المواقع الإلكترونية والتسويق وتخطيط الأعمال، يوجد بعض الجوانب الأخرى لإدارة عملك بنجاح، لكن كيف تثبت ذلك بحيث تبني صورة عامة ذات صلة وجذابة؟

يتحدث هذا المقال عن كل ما تحتاج إلى معرفته حول العلامة التجارية لعملك وخدماتك بصفتك كوتشاً؛ لذا تابع القراءة لمعرفة كيف تحدد ما يجعلك فريداً ومميزاً بصفتك محترف كوتشينغ عبر الإنترنت.

ما هي العلامة التجارية للكوتش؟ ولماذا هي هامة؟

إذا كنت مثل معظم الكوتشز، فقد اخترت مهنتك لمساعدة الآخرين على تحقيق أهدافهم، فقد لا تكون رائداً في مجال الأعمال أو بارعاً فيه بالتحديد، وهذا يعني أنَّ العلامات التجارية والتسويق والترويج لنفسك قد تكون مفاهيم صعبة جداً، وقد تظن أنَّها ليست ضرورية بالنسبة إليك لإحداث تأثير، والحقيقة هي أنَّك تصبح صاحب عمل بمجرد أن تبدأ عملك الخاص، ومن أجل زيادة تأثيرك ومساعدة المزيد من الأشخاص، فإنَّ العلامة التجارية لها أهمية خاصة.

ما هي العلامة التجارية للكوتش؟

يصف الخبراء العلامة التجارية في موقع "بيرسونال براند.كوم" (PersonalBrand.com) على النحو الآتي: "التصور أو الانطباع المعروف على نطاق واسع والموحَّد إلى حدٍّ كبير عن الفرد بناءً على تجاربه، وخبراته، وكفاءاته، وإجراءاته، وإنجازاته داخل مجتمع أو مجال أو السوق عموماً.

لماذا العلامة التجارية هامة؟

على الرغم من أنَّ بناء علامتك التجارية قد لا يكون مصدراً لقوَّتك، إلا أنَّها تساعدك على تطوير عملك بطرائق عدة هامة، وأبرزها:

  1. بناء سلطتك بصفتك شخصاً خبيراً.
  2. تميُّزك عن الكوتشز الآخرين.
  3. تعزيز الثقة بك.
  4. جذب عملاء أحلامك.
  5. إيصال عرض القيمة الفريد الخاص بك.
  6. مساعدتك على تنمية عملك من خلال حصولك على تقدير وولاء وثقة أكبر.

تُعَدُّ العلامة التجارية القوية والواضحة طريقة بسيطة جداً لبناء علاقة مع العملاء، حتى لو لم تقابلهم شخصياً بعد، ولحسن الحظ، تنشئ علامتك التجارية الخاصة دون أيَّة مهارات تسويقية خاصة، بحيث تبني علامة ناجحة من فلسفة الكوتشينغ والقيم الخاصة بك.

طريقة إنشاء العلامة التجارية الخاصة بك بصفتك كوتشاً:

لا تنجح العلامة التجارية صدفةً، وبوصفك صاحب عمل، فإنَّ هدفك هو إنشاء رسائل قوية تجعل العملاء المحتملين يجدونك شخصاً إيجابياً، وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي من خلال استراتيجية مدروسة للعلامة التجارية للكوتش؛ لذا ضع في حسبانك هذه العناصر لعلامة تجارية قوية للكوتش، وذلك وفقاً للخبراء في "مركز جامعة رود أيلاند للأعمال الصغيرة" (The University of Rhode Island Small Business Center):

  1. الأصالة: يجب أن تُميِّزك علامتك التجارية عن الكوتشز الآخرين في تخصصك، وهذا يجعلك لا تُنسَى ومُتميِّزاً عن الآخرين.
  2. الارتباط بهدف: تعمل العلامة التجارية على إيصال ما تفعله ولماذا تفعله، لذلك يجب أن تكون ذات صلة برؤيتك ورسالتك.
  3. المصداقية: لبناء الثقة والولاء، يجب أن تكون علامتك التجارية متطابقة مع هويتك وما تفعله.
  4. موجَّهة للجمهور: تجذب العلامة التجارية للكوتش المحدَّدة بوضوح عملاء أحلامك؛ إذ توصِل قيمك وما تمثله إذا كنت ترغب في جذب الجمهور المثالي.
  5. الاتساق: العلامة التجارية هي أكثر بكثير من مجرد شعار؛ إذ إنَّها جميع منتجاتك واتصالاتك وحلولك للكوتشينغ أيضاً، ومن خلال الرسائل الواضحة والمتسقة عبر جميع قنواتك، تبني الثقة تلقائياً، وتتميز بطريقة تجذب المزيد من العملاء المستهدَفين.

استراتيجيات قابلة للتنفيذ:

إنََّ معرفة ما الذي يجعل العلامة التجارية للكوتش رائعة هي أحد الجوانب الهامة، لكن كيف تبدأ إذا لم تكن قد بنيتَ علامة تجارية من قبل؟ فيما يأتي بعض أهم النصائح:

1. اختر القيم الخاصة بك:

أفضل طريقة للبدء هي توضيح ما الذي تريده وتؤمن به بصفتك كوتشاً، حتى تُقدِّم نفسك بوضوح وصدق، فقد يساعدك تحديد أهم 5 قيم لديك على تقديم نفسك بوضوح وصياغة رسائل متسقة.

2. حدد رسالتك:

من بين أمور أخرى، يتطلب امتلاك علامة تجارية ذات هدف معرفة قوية بما يأتي:

  • مَن تساعد (الأشخاص المُستهدَفون)؟
  • ما الذي تساعدهم به (مشكلاتهم أو أهدافهم)؟

إذا لم تكن قد أنشأتَ خطة عمل للكوتشينغ، فإنَّ ترسيخ رؤيتك ورسالتك يُعَدُّ طريقةً رائعةً لتحديد ما تُعبِّر عنه علامتك التجارية.

3. تعرَّف إلى عملائك:

يُعَدُّ توضيح من هم العملاء الذين تساعدهم بدايةً جيدة، ولكنَّ تلبية احتياجات عملائك المثاليين تكون من خلال معرفة ما يريدونه وآرائهم، فإذا كنت ستبدأ بصفتك كوتشاً جديداً، فحدد شخصية العميل الذي تحلم به من خلال إجراء عصف ذهني لمعرفة ما الذي يكافح من أجله، وما الذي يبحث عنه بوصفه حلاً، وقد تغفل عن هذه الخطوة، ولكنَّ فهم ما يريده عميلك من كوتش في تخصصك هو في صميم صياغة علامة تجارية سيحبها.

3 أمثلة عن العلامات التجارية الناجحة للكوتش

من السهل كثيراً تكوين انطباع أول وقوي عندما يكون لديك شيء تهدف إلى تحقيقه؛ لذا ضع في حسبانك الكوتشز الآتية أسماؤهم الذين أثبتوا علامتهم التجارية تماماً.

1. توني روبنز (Tony Robbins):

يستخدم كوتش الحياة "توني" وجهه بدلاً من الشعار، وقصة انتقاله من الفقر المدقع إلى الثراء معروفة بصورة لا تُصدَّق؛ إذ إنَّ مهمته المتمثلة في مساعدة العملاء على تحقيق إنجاز أعلى يُعبِّر عنها بوضوح عبر مختلف قنوات التواصل، مثل المدونات الصوتية، والموارد، والكتب، ومقاطع الفيديو، والمقالات، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي.

2. بريان تريسي (Brian Tracy):

المتحدث التحفيزي وكوتش الحياة "بريان" لديه هوية واضحة ومتسقة لعلامته التجارية؛ إذ تشمل نصائحه الخاصة لعملائه المحتملين أن يكونوا واضحين قدر الإمكان، وأن يتخصصوا في مجال واحد، وهو أمر حققه شخصياً عندما أصبح قائداً فكرياً في مجاله.

3. جودي مايكل (Jody Michael):

تُعَدُّ الكوتش التنفيذية "جودي" واضحةً تماماً بشأن هوية عميلها الذي تحلم به، وتتحدث إليه مباشرةً بلغة مهنية، بالاعتماد على الموقع الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، كما تتناول جميع مقالاتها التي تظهر على صفحتها الأولى إلى جانب العملاء المشهورين نقاط الضعف اليومية للجمهور الذي تسوِّق له، وهذا يمنحهم فكرة أولية عن تجربة العمل معها شخصياً.

3 استراتيجيات للعلامة التجارية للكوتشز:

إذا كنت قد بدأت بطرح الأفكار لعلامتك التجارية الفريدة في مجال الكوتشينغ، فإليك بعض الاستراتيجيات لتسهيل الأمر عليك:

1. الوضوح:

من الصعب تحديد العملاء، أو مجال تخصصك، أو عرض القيمة الفريد الخاص بك بوضوح شديد، لذلك لا تقلق إذا كانت هذه الخطوة تستغرق وقتاً أطول ممَّا تتوقع، فضع في حسبانك إنشاء مورد مرجعي يتحدث عن سبب كل نقطة من هذه النقاط الهامة، وحدد العناصر، مثل الشعار وصوت العلامة التجارية التي يجب أن تكون صياغتها أسهل بكثير.

2. التخصُّص:

يجب عليك أن تختار علامة تجارية تدفع الناس إلى اختيارك، وهو أمر قد يكون صعباً على معظم الكوتشز، ولكنَّ محاولة حل مشكلات الجميع قد تجعل علامتك التجارية تبدو غامضةً وتُنسَى بسهولة؛ بل إنَّ هدفك هو أن تبرزها بوصفها حلاً مثالياً لمجموعة صغيرة، ولكنَّها محدَّدة للغاية من العملاء.

3. الاستعانة بمصادر خارجية:

قد لا تكون الرسومات وتصميم الموقع الإلكتروني وإنشاء المحتوى هي نقاط قوَّتك بوصفك كوتشاً، لذلك لا تبالغ في محاولة القيام بكل شيء بمفردك؛ بل ضع في حسبانك الاستعانة بمصادر خارجية لإنجاز المهام التي لا تجيدها، ولا تخف من اختبار النتائج على عملائك حتى تشعر بالرضى عن أنَّها تُحدِث التأثير الذي تريده، وبمجرد أن تصبح العناصر المرئية والمكتوبة لعلامتك التجارية جاهزة للاستخدام، ابدأ بعرضها بطريقة موحَّدة على جميع موارد الكوتشينغ الخاصة بك.

في الختام

إذا كنت قد بدأت للتو بوصفك كوتشاً عبر الإنترنت، فقد يبدو ابتكار علامة تجارية لعملك أمراً مخيفاً، ناهيك عن الكثير من العمل، ولكنَّ هذه النصائح والاستراتيجيات وأفضل الممارسات تُعَدُّ طريقةً رائعةً لمساعدتك على توجيه هويتك المهنية، وتأكَّد أنَّك ستجد القليل من الجهد سيساعدك على بناء هوية مميَّزة لا تُنسى بوصفك كوتشاً.