كيف نقوم فعليا ببناء مشروع للكوتشينغ؟


ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "إيما سو برينس" (Emma Sue Prince)، وتُحدِّثنا فيه عن طريقة بناء مشروع للكوتشينغ.

حضرت مؤخراً جلسة للتواصل الاجتماعي بين النساء، وقد كان نصف النساء الموجودات على الأقل كوتشز من نوع أو آخر، وبدا لي أنَّهن جميعاً يحاولن جعل النصف الآخر من الموجودات من عميلاتهن. لقد كان الأمر محيراً لأنَّني لم أتمكن من التمييز بين كوتش وأخرى، كما كانت اللغة التي استخدمنها للتحدث عن أعمالهن كلها متشابهة؛ على سبيل المثال: تغيير حياتك، وإطلاق العنان للإمكانات الداخلية، وتحقيق نتائج مثمرة في العمل.

مجال الكوتشينغ غير مُنظم:

لا يوجد شك في أنَّ الكوتشينغ قوي وله تأثير، ومع ذلك، فهو ما يزال مجالاً غير منظم، والعقبات التي تمنع الدخول في هذا المجال منخفضة، وربما يوجد نحو 20 ألف كوتشاً مستقلاً في المملكة المتحدة (UK) وحدها.

ويجعلني هذا الأمر أتساءل عن عدد الأشخاص الذين يكسبون أجراً مجزياً، وأظن أنَّ القليل منهم يفعلون ذلك. فالكوتشينغ هو سوق مشبع، لكن ما تزال توجد شركات كوتشينغ مزدهرة؛ والسبب في ذلك هو أنَّ الكوتشز على الأرجح يَعُدُّون عملهم عبارة عن عمل تجاري بدلاً من عَدِّه عملاً مستقلاً مثل الكوتشز في حدث التواصل الذي حضرته مؤخراً.

إنَّ شركات الكوتشينغ مثلها مثل أي شركة ناشئة أخرى؛ إذ تحتاج إلى نحو 18 شهراً للانطلاق بطريقة صحيحة، وتتطلب الكثير من العمل لفهم السوق والمنافسين المحتملين وبناء قاعدة عملاء تدفع المال مقابل الخدمات وتحديد ما إذا كان موقعك الإلكتروني متخصصاً لتبادل المعلومات أم مكان لعقد الصفقات.

ويتطلب بناء قاعدة العملاء قدراً كبيراً من النشاط والطاقة والقدرة على التعبير بوضوح عمَّا يجعلك مختلفاً عن جميع الكوتشز الآخرين. فإنَّ الكوتشينغ عبارة عن فن ومهارة، ويوجد العديد من الأشخاص الموهوبين الذين يقدمون شيئاً يُحدِث فرقاً ملموساً، ولكنَّ هذا الأمر وحده لا يكفي لإنشاء عمل تجاري مُربح ومُجدٍ.

امتلاك الكثير من الشهادات:

إنَّ مجال الكوتشينغ غير مُنظم، وهذا الأمر في حد ذاته يمثل مشكلةً؛ إذ ينتج عن ذلك حصول العديد من الكوتشز على شهادات كثيرة، بدءاً من البرمجة اللغوية العصبية والاختبارات السيكولوجية وتفاصيل عن مؤهلاتهم في الكوتشينغ. ولأنَّ مجال الكوتشينغ غير منظم، فمن الهام إثبات أنَّك شخص مؤهل.

لكن في الواقع لا يهتم العملاء بأيٍّ من هذه الشهادات كثيراً؛ وهذا هو السبب في أنَّه من السهل جداً على أيِّ شخص إعداد نفسه بوصفه كوتشاً إذا كان لديه علاقات جيدة وموقع إلكتروني رائع وجمهور مستهدف واضح، كما أنَّ العملاء لن يكونوا بالضرورة على علم بجودة ومصداقية أحد مؤهلات الكوتشينغ مقارنةً بالأخرى. ومن الهام جداً أن تكون واضحاً بشأن النتائج العملية التي يمكنك تقديمها لعملائك، وأن تكون مستعداً لتقديم الكثير من جلسات التجربة والانطلاق منها.

أهمية القيمة والفائدة التي تقدمها:

من الهام أيضاً إظهار القيمة والفائدة سواءً كان ذلك من خلال المقالات الشيقة والملفات القابلة للتحميل مجاناً أم المدونات الصوتية على موقعك الإلكتروني أم من خلال برامج التواصل الاجتماعي لبناء العلاقات التي نأمل أن تجذب العملاء الذين يدفعون.

يمكن أن يستغرق هذا الأمر أشهراً عدة دون أن تكون لديك توقعات؛ لذلك يحتاج الكوتشز الذين يؤسسون شركات تجارية أيضاً إلى ما لا يقل عن 18 شهراً من رأس المال التشغيلي حتى لا يتعرضوا للإفلاس بحيث يمكنهم تمويل نشاطات التسويق والشبكات ومواقعهم الإلكترونية، كما يمزج الكوتشز الأكثر نجاحاً بين الكوتشينغ والتسهيل، والتدريب والاستشارات التي يمكن أن تؤدي إلى إنشاء قاعدة عملاء جيدة.

ومع ذلك، ما نحتاجه هو المزيد من التعاون بين الكوتشز بدلاً من كثرة الأفراد المستقلين، ومجموعة من الكوتشز الذين يعملون في مجالات مختلفة لإنشاء نشاط كوتشينغ يشبه إلى حدٍّ كبير مجال المحاماة أو الاستشارات التي تجمع الموارد والمهارات والخبرات، وأعتقد أنَّه هنا تكمن الفرصة الحقيقية لنجاح الشركات في سوق مشبع بالأفراد.