أهم 4 تحديات تواجه الكوتشز في ظل التطور التكنولوجي


يُعَدُّ الكوتشينغ بالنسبة إلى كثير من العملاء أكثر من مجرد خدمة، فإنَّهم يرونه علاقة مبنية على الثقة والتواصل، ويتوقع العملاء من الكوتشز أن يمتلكوا مهارات تواصل ممتازة، وأن يكونوا متعاطفين ومتفهمين، ويقدِّموا لهم حلولاً مخصصة.

يرغب العملاء أيضاً بأن يقدِّم لهم الكوتش الدعم المعنوي من أجل تحقيق أهدافهم، وأن يلمسوا التقدُّم من خلال النتائج القابلة للقياس، وكذلك يرغب العملاء بأن يكون صوتهم مسموعاً من قِبل الكوتش، وأن يتفهم هذا الأخير احتياجاتهم، ويقدِّم لهم الدعم خلال مسيرتهم لتحقيق النجاح.

سر النجاح بالنسبة إلى الكوتشز هو التركيز على مجال معيَّن فقط، فيمكن للكوتش أن يتميَّز عن منافسيه من خلال تقديم خدمات مميزة للغاية تجذب مزيداً من العملاء، وتدفعهم لشراء مزيد من الخدمات، ويُعَدُّ التخصص عالي الدرجة عاملاً حاسماً في مجال الكوتشينغ، فيمكن للكوتشز من خلال الاستفادة من البيانات والتحليلات أن يجمعوا المعلومات فيما يتعلق بأهداف عملائهم وما يفضِّلونه وأساليب التعلُّم، والاستفادة من هذه المعلومات لتقديم تجربة كوتشينغ مخصصة للغاية تلائم عملاءهم.

الحصول على التغذية الراجعة من العملاء الحاليين:

توفِّر التغذية الراجعة للكوتشز أفكاراً قيِّمة عن تجربة عملائهم، وتساعدهم على معرفة الأساليب التي تحقق نتائج جيدة، وما هي الأمور التي تحتاج إلى تحسين.

يجب أن يمتلك الكوتشز عقلية تعتمد على المُنتج، ويفكروا مثل مديري الإنتاج، ويجب أن يروا أنَّ خدمات الكوتشينغ التي يقدِّمونها بمنزلة منتجات، ومن ثمَّ يجب أن يجروا تقييماً لهذه الخدمات، ويعملوا على تطويرها بالاعتماد على التغذية الراجعة التي يقدِّمها العملاء، لكن يمكن أن يكون جمع التغذية الراجعة أمراً صعباً بالنسبة إلى الكوتشز الذين يفتقرون إلى الوسائل التكنولوجية.

إحدى الوسائل لجمع التغذية الراجعة هي من خلال سؤال العملاء بشكل دوري عن مدى شعورهم بالرضى عن تجربة الكوتشينغ التي يخوضونها، فيمكن أن يستخدم الكوتشز استطلاعات الرأي والاستبيانات لجمع التغذية الراجعة، وتتبُّع المقاييس الهامة.

يمكن للكوتشز من خلال تتبُّع مقاييس معينة مثل، مقدار الاحتفاظ بالعملاء، ورضى العملاء، والتقدُّم المحرَز تجاه الأهداف، أن يفهموا احتياجات عملائهم، وأن يصمموا برامج الكوتشينغ الخاصة بهم وفقاً لذلك، ومن الضروري أيضاً أن يجري الكوتش اختباراً وتحسيناً لخدماته بشكل مستمر، فيمكن للكوتشز من خلال جمع المعلومات وتحليل النتائج أن يحسِّنوا برامج الكوتشينغ ويقدِّموا نتائج أفضل لعملائهم.

أهم التحديات التي يجب أخذها في الحسبان:

فيما يأتي بعض التحديات الحاسمة التي يجب على الكوتشز مراعاتها فيما يتعلق بتقديم الخدمة:

1. عيوب الجدولة اليدوية وأهمية أتمتة النماذج:

يمكن أن تؤدي الجدولة اليدوية إلى تضييع الوقت، كما يمكن أن تعرِّضك للوقوع في الخطأ، فقد يسعى الكوتشز بكل جهدهم إلى تتبُّع جداول عملائهم ومعرفة مدى توفُّرهم، وهذا يؤدي إلى تفويت المواعيد أو تضاربها.

2. تبسيط تقديم الخدمة:

يجب في حالة وجود كوتشز عدة يعملون مع عملاء متعددين أن يسهِّلوا تقديم الخدمة من أجل توفير تجربة كوتشينغ عالية الجودة ومخصصة، فيمكن أن تكون أتمتة وإدارة تفاعلات العملاء صعبة دون الأدوات والتكنولوجيا المناسبة.

3. ضعف الاندماج الذي يحول دون التقدم الهادف:

قد يكون من الصعب إدماج العملاء وحثهم على المشاركة، وخاصةً في حالة تقديم كوتشينغ جماعي، فإذا لم يمتلك الكوتشز الأدوات التكنولوجية المناسبة، فيمكن أن يقف الاندماج المنخفض حائلاً أمام تحقيق مزيد من التقدم، وقد لا يحصل عملاؤك على النتائج المرجوة.

4. يجب على الكوتشز الاستفادة من منصات توفير الخدمة لمواجهة هذه التحديات وتبسيط إجراءاتهم:

هذا يساعدهم هذا على توفير الوقت وضمان تجربة كوتشينغ سلسة.

بعض الاستراتيجيات التي تساعد على تلبية احتياجات كوتشينغ العملاء:

فيما يأتي بعض الاستراتيجيات التي يمكن للكوتشز استخدامها لتلبية احتياجات عملائهم:

1. الأتمتة:

يمكن للكوتشز تبسيط العمليات وأتمتة النماذج وإشعارات المحتوى، والفواتير، وغير ذلك لإنشاء تجربة كوتشينغ سلسة.

2. نظام إدارة توفير الخدمة:

يمكن للكوتشز إدارة تفاعلات العملاء، وتتُّبع التقدُّم، ومراقبة اندماج العميل، وتقديم تجربة كوتشينغ مخصصة لكل عميل باستخدام نظام مركزي.

3. أدوات الذكاء الاصطناعي:

يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي مثل روبوتات المحادثة والمساعدين الافتراضيين مساعدة الكوتشز على تعزيز اندماج العملاء، وتقديم دعم شخصي للعميل، على سبيل المثال، يمكن أن تساعد تطبيقات "تشاتبوت" (chatbot) العملاء على طرح أسئلة سريعة أو في تقديم الدعم خارج جلسات الكوتشينغ.

4. التعلُّم المصغَّر والخدمة الذاتية:

يمكن للكوتشز تعزيز أدوات التعلُّم المصغَّر وتطبيق أسلوب الخدمة الذاتية لمساعدة العملاء على تطوير المهارات والمعرفة خارج جلسات الكوتشينغ، فيمكن أن تساعد أدوات التعلُّم المصغَّر مثل الدورات التدريبية، والندوات عبر الإنترنت، والمدونات الصوتية على التعلُّم والتطور بسرعة وبوتيرة تناسب العملاء.

5. جلسات الكوتشينغ الهجينة والجماعية:

توفِّر جلسات الكوتشينغ الهجينة التي تجمع بين الجلسات الافتراضية والجلسات الشخصية المرونة والكفاءة، إضافة إلى ذلك، يمكن أن توفِّر جلسات الكوتشينغ الجماعية التكاليف بالنسبة إلى الكوتشز للعمل مع عملاء متعددين وتقديم كوتشينغ مخصص في بيئة جماعية.

يمكن أن يساعدك تطبيق هذه الاستراتيجيات على توفير تجربة كوتشينغ قيِّمة تعزز نمو العملاء وتطوُّرهم.

الاتجاهات الرئيسة السائدة فيما يتعلق بالعميل:

فيما يأتي بعض الاتجاهات الرئيسة التي يحتاج الكوتشز إلى أخذها في الحسبان:

1. تنويع الكوتشينغ والتخصيص عالي الدرجة:

يجب على الكوتشز - من أجل تلبية طلب العميل فيما يتعلق بتجارب الكوتشينغ المُخصصة - تنويع عروضهم والتركيز على التخصيص إلى درجة عالية؛ إذ يتضمن توسيع خيارات الخدمة لتشمل الكوتشينغ التنفيذي والقيادي والكوتشينغ المهني وغير ذلك.

2. التجربة الرقمية المبسطة:

يجب على الكوتشز من أجل تلبية توقعات العميل الذي يرغب بتجربة كوتشينغ سلسة، استخدام التكنولوجيا لتبسيط الخدمات، وتلبية الاحتياجات الخاصة بكل عميل.

3. إعداد التقارير عند الطلب والمنصة الآمنة:

يتوقع العملاء منصة آمنة تسهِّل تقديم الخدمة، وتوفِّر إمكانية الوصول إلى التقارير عند الطلب لتتبُّع تقدُّمهم.

4. تقليل شكوك الموظفين تجاه الكوتشينغ:

يتزايد عدد الموظفين الذين يدركون أهمية الكوتشينغ في تطورهم الشخصي والمهني؛ ونتيجةً لذلك، هم أكثر انفتاحاً على تحسين مهاراتهم وتحقيق أهدافهم وتعزيز نجاحهم المهني.

5. التغييرات في نمط الكوتشينغ ووتيرته:

مع تقدُّم التكنولوجيا وتغيُّر ثقافة العمل، يتخذ الكوتشينغ أشكالاً مختلفة، مثل وحدات التعلُّم الافتراضية والجماعية ووحدات التعلم حسب سرعة العميل، إضافة إلى ذلك، يقدِّم بعض الكوتشز جلسات أقصر وأكثر تواتراً لمساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم بشكل أكثر كفاءة.

في الختام

لا شك أنَّ التطور التكنولوجي وظهور أساليب جديدة في الكوتشينغ يثير كثيراً من التحديات لدى العاملين في هذا المجال، ولكنَّها تحديات تجعل العمل في هذا المجال أكثر متعةً في نفس الوقت؛ إذ تزداد فرص الكوتشز الذين يواكبون هذه التغييرات لتحقيق النجاح في المستقبل.

يجب بطبيعة الحال أن يتكيف الكوتشز مع احتياجات العملاء المتطورة والاستفادة من التكنولوجيا لتقديم تجربة مريحة وجذابة، ويجب عليهم أيضاً إعطاء الأولوية للتواصل مع العملاء، وتقديم كوتشينغ مخصص يلائم كل عميل، والسر في توفير تجربة كوتشينغ قيِّمة وقادرة على تعزيز تطور العميل شخصياً ومهنياً هو مواكبة المستجدات والتحلي بالمرونة.