7 حيل علمية لزيادة الثقة بالنفس


إذا كان لديك ثقة كاملة بالنفس، ولا يوجد أي شعور بالشك والخوف فيما إذا كنت ستنجح أم لا، فماذا ستفعل؟

الثقة بالنفس هي الحرية، والحرية تعني أن تعيش حياتك على أكمل وجه، فالأشخاص الواثقون بأنفسهم ليسوا أشخاصاً لا يخافون أو يخشون شيئاً أبداً؛ وإنَّما هم أشخاص يؤمنون بأنفسهم بما يكفي لتحمُّل المخاطر أو الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم مع التأكيد على أنَّهم سيكونون أفضل نسخة من أنفسهم.

لا مشكلة إذا كنت تريد الانتقال مباشرة إلى قائمة طريقة بناء مزيدٍ من الثقة بالنفس، لكن يجب أن تعرف شيئاً أولاً، يأتي إحساسنا بالقيمة والثقة في المقام الأول من الآخرين، ولكن يمكنك تغيير ذلك؛ إذ إنَّ المعاناة من تدنِّي الثقة بالنفس تخبرنا عن بيئتك التي تكونتَ فيها أكثر ممَّا تخبرنا عن قدراتك.

لقد حصلت على العديد من الأفكار السلبية عن نفسك من بيئتك، وربما لديك ذكريات أليمة عن الإهانات التي وجهها لك أشخاصٌ متعالون، أو اللحظات التي قضيتها مع هؤلاء لدرجة أنَّك بدأت بالتفكير في أنَّك لست شخصاً جيداً بما فيه الكفاية.

ومع ذلك، لأنَّ الثقة بالنفس تتشكل من خلال عملية تجمُّع الأفكار والذكريات، يمكنك فك لغز هذه العملية عن طريق التراجع عن الذكريات السلبية، وإعادة تدريب عقلك على التفكير في أفكار أخرى من خلال التكرار الإيجابي؛ أي العادات الإيجابية.

التراجع عن الذكريات السلبية

سلاح التعاطف مع الذات

التعاطف مع الذات هو أقوى سلاح ضد الشعور بالخجل؛ إذ أثبتت سنوات الدراسات النفسية للدكتورة "كريستين نيف" (Dr Kristin Neff) هذا الأمر، وهذا السلاح مصنوع من تقبُّل طبيعتك البشرية غير الكاملة، ويوجد سبب لكون الرجل الخارق والمرأة الخارقة مجرد ضرب من الخيال، فالإنسان خطَّاء بطبعه.

وعندما نرتكب أخطاء، أو لا نرقى إلى مستوى التوقعات، أو حتى نمر بصدمة ما، نشعر بالعار والخجل، وفي بعض الأحيان، حتى لو لم يكن الخطأ خطأنا، نظل نشعر بهذا الإحساس المؤلم، وأسوأ ما في الأمر هو أنَّ تجارب الخجل التي نمر بها قوية للغاية، لدرجة أنَّها تظل محفورةً في ذاكرتنا طويلة الأمد.

ولكن، لقد حان الوقت للتوقف عن ذلك؛ إذ إنَّ التعاطف مع الذات هو معاملة نفسك بالطريقة التي تعامل بها أعز صديق لك بلطف، وفيما يأتي بعض الحيل لمساعدتك على زيادة ثقتك بنفسك:

  1. التعاطف مع الذات

قد لا تعرف كيف تتعاطف مع نفسك ولا بأس بذلك، فلا أحد يعرف كل شيء، ولا يعني ارتكاب الخطأ أنَّك شخص غبي؛ وإنَّما يعني فقط أنَّك إنسان، ويمكنك القيام بأفضل ما لديك، وهذه هي الطريقة التي تعمل بها الحياة.

ببطء ولكن بثبات، حاول إلغاء المشاعر السلبية المرتبطة بذكريات قديمة، وتخلَّص من مشاعر الخجل والعار، وتخلَّص من فكرة أنَّ الخطأ يعني الغباء، واستبدلها بفكرة أنَّ الخطأ يعني التعلُّم، وقد يبدو هذا الأمر أبسط من أن ينجح، ولكن أثبتت الدراسات التي قاست أسلوب التعاطف مع الذات في التعامل مع فكرة عدم الرضى عن الجسد أنَّها تؤدي إلى تحسن كبير.

  1. الذاكرة المضادة

الغاية هنا إنشاء ذاكرة إيجابية تقضي على الذاكرة السلبية، والهدف ليس القضاء على الذاكرة؛ إنَّما إضعاف قوَّتها أو القضاء عليها، وهنا يُقصَد بالفكرة التقليدية: "قيل لي إنَّني لن أفعلها أبداً، وها أنا ذا قد فعلتها".

إذا سئمتَ من تذكُّر أمر حدث في لقاء عائلي، ففكِّر في تنظيم لقاء عائلي آخر - لا يجب أن يكون مع نفس الأشخاص بالضبط - في وضع يمكنك التحكم به، أو يمكنك إحضار شيء ما في اللقاء العائلي التالي يجعل الجميع سعداء؛ إذ إنَّ مواجهة بعض الذكريات أسهل من غيرها، والفكرة هنا هي عَيش لحظة إيجابية لتقليل جرح من الماضي.

  1. الاحتفاء بالمكاسب الصغيرة

الأمور الصغيرة هامة؛ فأنت تحتاج إلى الاحتفاء بإنجازاتك اليومية الصغيرة؛ وذلك لأنَّها تشهد على قدرتك، وبالتأكيد، يوجد أشخاص حولك لديهم العديد من الانتصارات يومياً، لكنَّك يجب أن تقارن نفسك بنفسك.

لذا، يمكنك أن تضع لنفسك هدفاً صغيراً وترفقه بحافز؛ على سبيل المثال، أخبِر نفسك أنَّك إذا كتبت 1000 كلمة في اليوم ستكافئ نفسك بكوب من قهوتك المفضلة بعد ذلك مباشرة؛ ففنجان القهوة هذا سيكون الأفضل على الإطلاق.

وربما عملت بجدٍّ على مشروع ما وتبيَّن أنَّه رائع، وقد لا يشكرك الآخرون على عملك، لكنَّ هذا الأمر لا يمنعك من الحصول على شيء لطيف يذكِّرك بقدراتك، لقد أنجزت عملك مهما كان كبيراً أو صغيراً، أنت فعلتها.

  1. العيش بيقظة

يتعلق هذا الأمر بالعيش في الوقت الحاضر؛ إنَّه أمر مفيد خاصة عندما يكون لديك أفكار سلبية متطفلة تقضي على ثقتك بنفسك، وإذا كان الحاضر هو كل ما تريده، فلماذا تهتم بالماضي؟ دعنا نركز على الحاضر ونجعله كما نريده.

وتُظهِر الدراسات أنَّ العيش اليقظ يقلل كثيراً من التوتر والقلق بشأن الحياة؛ لهذا السبب له تأثير إيجابي في الثقة بالنفس، وفيما يتعلق بالذكريات السلبية، مارس اليقظة عن طريق إعادة توجيه أفكارك إلى اللحظة الحالية، وركز على كل حواسك، واعترف بأفكارك ولكن لا تهتم بها؛ وإنَّما اهتم فقط بالأمور الموجودة في الوقت الحاضر.

يتطلب الأمر تدريباً ولكنَّه يستحق المحاولة؛ لذا كل ما عليك هو تدريب عقلك على تغيير أفكاره لأفكار أخرى من خلال التكرار.

  1. عادة الرعاية الذاتية

ترتبط أفكارك ومشاعرك وأفعالك ببعضها ارتباطاً وثيقاً؛ إذ تتدفق أفعالك من أفكارك، وعندما تعتاد على تخصيص وقت لتهتم بنفسك، فأنت تدخل في فكرة القيمة الذاتية؛ لذا خاطب نفسك قائلاً: "أنا أستحق الراحة وأستحق الاعتناء بنفسي".

أنت لا تنتظر شيئاً من الآخرين، أليس كذلك؟ فلماذا تنتظر منهم الاهتمام بعقلك وجسمك؟ إنَّ تعزيز فكرة تقدير الذات من خلال الرعاية الذاتية يحسِّن ثقتك بنفسك، وبدلاً من التلهف للتحقق من صحة قيمتها من شخص آخر، تأتي عملية التحقق منك أنت، ومع ذلك، فإنَّ الحل هو جعلها عادة متكررة، فاكتب خطة رعاية ذاتية، واجعلها أولوية رئيسة في أسبوعك، كما يمكنك تخصيص يوم كامل لذلك، فأنت تستحق هذا.

  1. وحدة الحياة

تتحسن ثقتك بنفسك عندما تعيش وفقاً للمبادئ والقيم التي تجد أنَّها جديرة بالاهتمام؛ فالقيمة هي أمر جيد وإيجابي وجدير بالاهتمام، وعندما تعيش باستمرار عيشةً تتوافق مع القيم أو المبادئ التي تناسبك، فإنَّك تبدأ باكتساب الخصائص المنسوبة لتلك القيمة، وتصبح أفضل وأكثر إيجابية وتستحق الاهتمام، وهذه هي وحدة الحياة.

لنفترض أنَّك شخص تفضِّل الالتزام بالمواعيد، إنَّها قيمة هامة جداً، وفي هذه الحالة، يمكن للناس دائماً الاعتماد عليك في الوقت المناسب، ويجعلك هذا الأمر شخصاً يمكن الاعتماد عليه أكثر، ويثق الناس بالتزامك بالمواعيد، ومن ثمَّ تصبح أكثر ثقةً بنفسك.

لذا، حاول وضع قائمة بالقيم غير القابلة للتفاوض، وعندما تحدد الأمور التي لا يمكنك التنازل عنها، ستكون أكثر ثقةً باتخاذ القرارات، وستكون أسباب الشعور بالندم أقل، وستعيش بطريقة تعجبك.

  1. الاستفادة من نقاط قوَّتك

أنت لست شخصاً مثالياً، ولديك نقاط قوة وضعف، والأمر الهام هو تجاوز نقاط ضعفك وتعزيز نقاط قوَّتك، وتذكَّر أنَّ تدنِّي الثقة بالنفس له علاقة بالعار وعدم القدرة على القيام بشيء؛ لذلك ركِّز على قدراتك.

هل تستطيع أن تكتب؟ إذاً اكتب أكثر، واصقل تلك المهارة، واستفد منها، فهل أنت جيد في حل المشكلات باستخدام المنطق السليم؟ في هذه الحالة، أنت شخص مفكر.

كلما تفاعلتَ مع نقاط قوَّتك، زادت ثقتك بنفسك عموماً؛ وذلك لأنَّك تعزز ارتباطاً جديداً لتقدير الذات في رأسك، وتعيد صياغة أفكارك من خلال التركيز على تميُّزك والحفاظ عليه.

نحن لا نعرف ما الذي مررت به - أو ما الذي تواجهه حالياً - وأوصلك للوضع الذي أنت عليه الآن، لكن هذا هو الضوء الموجود في نهاية النفق؛ لقد اتخذتَ الخطوة الأولى للعثور على المعلومات التي ستساعدك، وحددتَ طريقتك الخاصة لزيادة ثقتك بنفسك وتغيير عالمك.