أهمية الكوتشينغ في نجاح المشاريع التجارية


تخيَّل حياتك كعجلات سيارة، فإلى أي مدى ستسير السيارة؟ هل ستكون العجلة متوازنة تماماً ومملوءة بالهواء حيث يمكنك قيادة مركبتك بسهولة وسلاسة؟ أم أنَّ العجلة غير متوازنة وليس فيها ما يكفي من الهواء مما يُسبِّب مطبات خلال مسيرك، وتتطلَّبُ السيارة بذلك الكثير من الطاقة للتحرُّك على طول الطريق؟ في كلتا الحالتين يُقدِّم مجال الكوتشينغ الشخصي والمهني وسيلة لمساعدة الأفراد على تحسين توازن "عجلة" حياتهم والحفاظ عليها، ومن ثم الارتقاء بها إلى مستوى لم يخطر في بالك مسبقاً.

عجلة الأعمال:

Coaching wheel

أقسام عجلة الأعمال:

  1. Business/ Career: العمل/ المجال المهني.
  2. Finances: الشؤون المالية.
  3. Health: الصحة.
  4. Family and friends: العائلة والأصدقاء.
  5. Romance: الحياة العاطفية.
  6. Personal growth: النمو الشخصي.
  7. Fun and recreation: المتعة والترفيه.
  8. Physical environment: البيئة المادية.

ما هو الكوتشينغ؟

يظن معظم الناس أنَّ الكوتشينغ يتعلق بالرياضة فحسب، لكنْ في واقع الأمر؛ مثلما يلجأ الرياضيون المحترفون إلى الخبراء والكوتشز لتحسين طريقة لعبهم، يبحث المحترفون في مجال الأعمال عن كوتشز لتحسين حياتهم على الصعيدين الشخصي والمهني؛ مما يرتقي بمهنهم وأعمالهم إلى مستوى أعلى.

يُعرِّف الاتحاد الدولي للكوتشينغ (ICF) - وهو جمعية مهنيَّة للكوتشز المتخصصين في الكوتشينغ المهني والشخصي؛ والتي تسعى إلى الحفاظ على نزاهة الكوتشينغ في جميع أنحاء العالم - الكوتشينغ المهني بأنَّه "شراكة مستمرة تهدف إلى مساعدة العملاء على تحقيق نتائج مُرضيَة في حياتهم الشخصية والمهنيَّة؛ إذ يساعد الكوتشز الأشخاص على تحسين أدائهم وجودة حياتهم؛ فهُم مُدرَّبون على الإصغاء والمراقبة وتخصيص نُهُجهم وفقاً لاحتياجات كل عميل، كما يسعون إلى استنباط الحلول والاستراتيجيات من العميل؛ وذلك لأنَّهم يعتقدون بأنَّ العميل مبدع وواسع الحيلة بطبيعته، وتتمثَّل مَهمَّة الكوتش في تقديم الدعم لتعزيز المهارات والموارد والإبداع الذي يمتلكه العميل بالفعل".

الفارق بين الكوتشينغ والمهن الأخرى:

غالباً ما يتم الخلط بين الكوتشز والمهنيين الآخرين أمثال المعالجين والاستشاريين والمنتورز وغيرهم؛ فعلى الرغم من أنَّ الكوتش يتعامل مع العديد من جوانب الفرد "الجسدية والعقلية والاجتماعية والروحية"، إلَّا أنَّه لا يركز في العلاج النفسي أو الشفاء العاطفي.

يعمل الكوتشز مع العملاء لنقلهم من وضعهم الحالي إلى الوضع الذي يريدون أن يكونوا فيه، ومساعدتهم على وضع خطط عمل لتحقيق ذلك؛ لذا فإنَّ عمل الكوتش مع العميل أساسي ويركِّز في المستقبل؛ فالعمل يركِّز في اتِّخاذ الإجراءات بافتراض أنَّ العميل قادر على اتِّخاذ الإجراء المطلوب للمضي قدماً، أمَّا إذا كان العميل غير قادر على العمل بسبب مشكلات في ماضيه، فقد يحيله الكوتش إلى معالج للعمل معه على حل المشكلات التي قد تقف معوقاً أمام عمله، والتي تُعَدُّ قضايا بعيدة عن تخصُّص الكوتش.

يعيِّن عادةً العملاءُ الاستشاريين لتقديم الحلول، بينما يساعد الكوتشز العملاء على استنباط الحلول بأنفسهم، كما يركِّز الاستشاريون في العمليات، بينما يركِّز الكوتشز في الأشخاص بحدِّ ذاتهم، وتتم الاستعانة بالمنتورز لتقديم المشورة من مجال خبرتهم مثلهم مثل الاستشاريين.

لا تؤدي علاقات المنتورينغ دائماً إلى نتائج طويلة الأمد؛ بل قد تزيد من اعتمادية كل من المنتور والعميل، بينما يوفر الكوتشينغ للعملاء الدعم لتطوير وإحداث التغيير داخل أنفسهم.

فوائد الكوتشينغ:

عندما يتلقى الأفراد الكوتشينغ؛ تتعزَّز أساسات حياتهم؛ مما يسمح لهم بما يأتي:

  • أخذ أنفسهم بجدية أكبر.
  • اتِّخاذ إجراءات أكثر فاعلية وتركيزاً على الفور.
  • التوقُّف عن التساهل مع ما يدهور وضعهم.
  • تعزيز الحماسة كي يكون من الأسهل الحصول على النتائج.
  • وضع أهداف أفضل لم تكُنْ لتتحقَّق دون الكوتش؛ لأنَّ علاقة الكوتشينغ تخلق المُساءَلة.

يعود استخدام الكوتشينغ داخل المنظمات بفوائد كبيرة غير ملموسة للأعمال التجارية؛ مثل تعزيز التفكير الريادي وإنشاء رؤية مشتركة، إلى جانب:

  • تحسُّن توظيف القوى العاملة والاحتفاظ بها، وانخفاض تكاليف التوظيف والتدريب وغيرها.
  • ارتفاع معايير الأداء وتحسن الإنتاجية مع تقليل الإجازات المرضيَّة أو التسويف.
  • زيادة رضى الموظفين؛ والذي يرتبط مباشرةً برضى العملاء وولائهم؛ مما يخلق تجربة شاملة أفضل.
  • تعزيز القوة/ التنافسية التنظيمية، بالإضافة إلى المرونة للبقاء في جو المنافسة.

وفقاً للملخص التنفيذي لدراسة عميل الكوتشينغ العالمي (Global Coaching Client Study) التي أجراها الاتِّحاد الدولي للكوتشينغ (ICF) "أشارت الغالبية العظمى 86% من أولئك القادرين على حساب العائد على الاستثمار الخاص بالشركة إلى أنَّ شركتهم قد استعادَت استثماراتهم على الأقل"؛ إذ أبلغَ ما يقرب من خُمس أولئك الأشخاص 19% عن عائد على استثمار لا يقل عن 50 5000% ضعف الاستثمار الأولي، بينما أبلغ 28% عن عائد على استثمار من 10 إلى 49 ضعف الاستثمار الأولي؛ أي يبلغ متوسط ​​عائد الشركة بذلك 700%، ويشير هذا إلى أنَّه يمكن للشركة أن تتوقَّعَ عائداً على الاستثمار يبلغ سبعة أضعاف الاستثمار الأولي.

تشير دراسات أخرى إلى عائد على الاستثمار إيجابي أيضاً:

  • تحسُّن الإنتاجية التنفيذية؛ "حيث أبلغ عنه 53% من المديرين التنفيذيين".
  • تحسُّن في القوة التنظيمية 48%.
  • مكاسب من خدمة العملاء 39%.
  • زيادة الاحتفاظ بالمديرين التنفيذيين 32%.
  • تعزيز العلاقات بين المشرفين والموظفين المباشرين 70%.
  • تحسُّن العمل الجماعي 67%.
  • تحسُّن علاقات العمل بين الأقران 63%.
  • رضى وظيفي كبير 52%.

البقاء في الطليعة:

على الرغم من أنَّ القوانين لا تُطالِب الكوتشز حالياً بالحصول على ترخيص لممارسة مهنتهم، إلَّا أنَّه يُوجَدُ خطر يكمن في أن يمارس الكوتشينغ أفرادٌ قد لا يمتلكون المهارات الكافية لتقديم المنفعة الحقيقية لعملائهم؛ لذا يُوصي الاتِّحاد الدولي للكوتشينغ بالأمور التالية عند اختيار الكوتش:

  • عزِّز معلوماتك حول الكوتشينغ؛ فتُوجَدُ مئات المقالات حول هذا الموضوع.
  • حدِّد أهدافك من العمل مع كوتش.
  • أَجرِ مقابلة مع ثلاثة كوتشز قبل أن تُقرِّرَ اختيار واحد، واسألْهم عن خبراتهم ومؤهلاتهم ومهاراتهم، واطلبْ مرجعَين على الأقل.
  • تذكَّر أنَّ الكوتشينغ علاقة هامة؛ لذا يجب أن ينشأ رابط بينك وبين الكوتش، وتشعر بأنَّه مناسب لك.

في الختام:

يتغيَّر عالم اليوم بصورة أسرع من أي وقت مضى؛ لذا يتطلَّب البقاء في المقدمة الاستثمار في نفسك وفريقك ومؤسستك، ويمكن أن يوفِّرَ لك الكوتش مساحة لمناقشة أفكارك ويكون بمنزلةِ مفكِّر استراتيجي وشريك في المُساءَلة؛ حيث يزوِّد العملاء أو الفِرَق بالتغذية الراجعة في الوقت المناسب؛ وذلك لمساعدتهم على إزالة العقبات التي تعترض طريقهم نحو النجاح.