كوتشينغ الحياة: تعريفه وفوائده وتخصصاته وتقنيات تطبيقه


كوتشينغ الحياة مجال واسع ومتشعب ويتألف من عدد كبير من التخصصات التي تُعنَى بكافة جوانب الحياة مثل المسائل الأسرية، والتغييرات الشخصية والمهنية، والمهارات الحياتية العامة؛ لذا يبحث المقال في تعريف كوتشينغ الحياة، والفائدة المتوقعة منه، وكيفية مزاولته.

طبيعة عمل كوتش الحياة:

يساعد كوتش الحياة عملاءه على تحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية مثل الحصول على ترقية، أو العثور على الشريك المناسب، أو تحسين الصحة النفسية والجسدية، وتزداد فاعلية كوتشينغ الحياة عند التخصص في مجال محدد وليكن الصحة، أو الحياة المهنية، أو العلاقات، أو الشؤون المالية على سبيل المثال، ويعتمد اختيار التخصص على خبرات الكوتش.

فيما يأتي بعض الأهداف التي قد تساعدك كوتش الحياة على تحقيقها:

  1. تحقيق التقدم المهني أو تغيير مجال العمل.
  2. تحسين الصحة النفسية والجسدية.
  3. خسارة الوزن.
  4. تحسين جودة العلاقات.
  5. التغلب على العوائق والمعتقدات المقيِّدة.
  6. إدارة التوتر النفسي وتخفيض مستوياته.
  7. تعزيز الثقة بالنفس.
  8. تنمية مهارات تربية الأطفال.
  9. إدارة الشؤون المالية.
  10. التعامل مع مراحل الحزن وتخطِّي التجارب المؤلمة.
  11. تنمية الجانب الروحاني.
  12. زيادة الإنتاجية على جميع الأصعدة.
  13. تنمية مهارات القيادة.
  14. تحسين الأداء في العمل.

الفرق بين المعالج النفسي وكوتش الحياة:

يختلف كوتشز الحياة عن المعالجين النفسيين من ناحية الخدمات التي يقدِّمها كل منهما، فالمعالج النفسي اختصاصي مُعتمَد بشكل رسمي وحائز على المؤهلات والشهادات اللازمة لعلاج الاضطرابات النفسية، في حين تقتضي وظيفة كوتش الحياة مساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم.

فيما يأتي مقارنة بين الكوتشينغ والعلاج النفسي:

أولا: الخدمات التي يقدِّمها كوتش الحياة

  1. المساعدة على تحقيق الأهداف.
  2. تقديم الدعم اللازم لتحقيق الأهداف بناءً على تجربة الكوتش الشخصية.
  3. استخدام تقنيات وأدوات الكوتشينغ لمساعدة العملاء على التغلب على تحدياتهم.
  4. إعداد خطط عمل لتحقيق النجاح.
  5. تقديم خدمات منتورينغ.
  6. تقديم الاستشارات والنصائح عن مختلف جوانب الحياة.

ثانياً: الخدمات التي لا يقدِّمها كوتش الحياة

  1. تشخيص الأمراض أو وصف الأدوية.
  2. علاج الاضطرابات النفسية أو الأمراض الجسدية.

ثالثاً: خدمات المعالج النفسي

  1. تشخيص الاضطرابات النفسية.
  2. وصف الأدوية الطبية.
  3. التركيز على العلاجات النفسية.
  4. استخدام مجموعة متنوعة من تقنيات وأساليب العلاج النفسي.

تجدر الإشارة إلى ضرورة تلبية معايير مزاولة المهنة مثل تلقِّي التعليم وتحصيل الشهادات المطلوبة في حالة العلاج النفسي، ويُستنتَج من المقارنة السابقة اختلاف الخدمات التي يقدِّمها كل من الكوتش والمعالج النفسي.

الفوائد الرئيسة لكوتشينغ الحياة:

يوجد عدد كبير من الفوائد المترتبة على العمل مع كوتش الحياة؛ إذ يحقق تخصص الكوتشينغ مليارات الدولارات من الأرباح ويشهد الآلاف من عمليات البحث عبر الإنترنت كل شهر.

فيما يأتي بعض الدراسات الإحصائية التي تثبت فاعلية كوتشينغ الحياة في مساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم:

  1. أكَّد 80% من عملاء الكوتشينغ أنَّ ثقتهم بأنفسهم شهدت تزايداً ملحوظاً.
  2. يشهد 70% من عملاء الكوتشينغ تحسناً ملحوظاً على صعيد الأداء في العمل، والعلاقات، والتواصل.
  3. يبلغ متوسط العائد على الاستثمار في الكوتشينغ نحو 7 أضعاف قيمة الاستثمار.
  4. ينجح 68% من عملاء الكوتشينغ في تحقيق عوائد مالية تفوق قيمة تكاليف الكوتشينغ.
  5. يفيد 73% من عملاء الكوتشينغ بأنَّ التجربة ساعدتهم على تحسين الأداء بالعمل، والصحة، ومهارات التواصل والتعامل مع الآخرين، إضافة إلى تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
  6. 99% من عملاء الكوتشينغ "راضون" أو "راضون للغاية" عن التجربة.
  7. يؤدي الكوتشينغ الفردي دوراً بارزاً في تحسين العافية النفسية للعملاء، ومساعدتهم على تخفيض مستويات التوتر النفسي المزمن والشديد، وزيادة القدرة على التأقلم، ومستوى الرضى عن الحياة.

تخصصات كوتشينغ الحياة:

يُعَدُّ كوتشينغ الحياة مجالاً واسعاً ومتشعباً، ويحتوي على عدد كبير من التخصصات التي تُعنَى بكافة جوانب الحياة مثل المسائل الأسرية، والتغييرات الشخصية والمهنية، والمهارات الحياتية العامة.

فيما يأتي 5 من تخصصات كوتشينغ الحياة الأكثر شيوعاً:

1. الكوتشينغ المهني:

يساعد الكوتش المهني عملاءه على تحقيق التقدم المهني الذي يطمحون إليه، والتغلب على التحديات في العمل في حالات الانتقال الوظيفي، وطلب العلاوة، والحصول على وظيفة جديدة على سبيل المثال.

2. كوتشينغ الصحة:

لا تقتصر خدمات كوتشينغ الصحة على مساعدة العملاء في الوصول إلى الوزن المثالي كما يفترض بعضهم؛ وإنَّما يمكن الاستفادة منها في تحسين الصحة العامة، واللياقة البدنية، وتخفيض مستويات التوتر النفسي، وفيما يأتي 3 أمثلة عن تخصصات كوتشينغ الصحة:

  • تحسين الصحة الجسدية والنفسية باستخدام الأعشاب.
  • مساعدة النساء اللاتي يعانين من مستويات عالية من التوتر النفسي على استعادة طاقتهنَّ ونشاطهنَّ.
  • مساعدة النساء على المحافظة على رشاقتهنَّ بعد أن يبلغن سناً معيَّناً.

3. كوتشينغ الشؤون المالية:

يساعد الكوتش عملاءه على إدارة أموالهم بفضل خبرته وسعة اطلاعه في مجال الاستثمار وإدارة الأموال وتشغيلها، وتشمل خدمات الكوتشينغ في هذه الحالة جميع ترتيبات الأمور المالية من إعداد الميزانية إلى تشغيل الأموال في الاستثمارات الناجحة، وثمة كوتشز متخصصون في مساعدة العملاء على إدارة المشاريع العقارية وتحقيق الأرباح من الاستثمار فيها.

4. كوتشينغ العلاقات:

لا تقتصر خدمات الكوتشينغ في هذه الحالة على العلاقات العاطفية؛ وإنَّما يمكن الاستفادة منها في تحسين العلاقات مع أفراد العائلة والأصدقاء؛ إذ يختص بعض الكوتشز في مساعدة العملاء على اختيار الزوج المناسب على سبيل المثال.

5. كوتشينغ التواصل:

يساعد الكوتش عملاءه على تنمية مهارات التواصل في العمل والحياة الشخصية على حدٍّ سواء.

تقنيات كوتشينغ الحياة:

يطرح كوتش الحياة التقليدي على العميل مجموعة من الأسئلة الاستقصائية التي ترشده إلى اكتشاف الحلول والأجوبة التي يحتاج إليها لتحقيق أهدافه النهائية، ومن أمثلة الأسئلة الاستقصائية "كيف تشعر حيال ذاك الأمر؟"، ولقد تطورت تقنيات وأساليب كوتشينغ الحياة في العصر الحديث وأصبح الكوتش يعمل منتوراً ومستشاراً في آنٍ معاً.

يعمد الكوتش في الوقت الحالي إلى تقديم الأجوبة والأمثلة بناءً على تجربته الشخصية حتى يساعد العملاء على تحقيق النتائج المطلوبة بسرعة وفاعلية أكبر دون أن يستخدم أسلوب طرح الأسئلة التقليدي، ولهذا السبب يجب عليك أن تستعلم من الكوتش عن الأساليب والتقنيات التي يستخدمها قبل أن تشتري خدماته؛ أي يجب أن تختار كوتشاً يستخدم تقنيات حديثة تساعدك على تحقيق أهدافك بسرعة أكبر.

كيف تميِّز الكوتش البارع؟

يتميز الكوتش البارع بقدرته على تقديم نصائح تطبيقية على شكل خطة عمل توضح خطوات تحقيق الهدف النهائي، كما أنَّه يثق بك ويؤمن بقدرتك على بلوغ مرادك، وتزداد فرصة الفرد في تحقيق هدفه عندما يتلقى الدعم والمساندة والتشجيع اللازم، فالكوتش الناجح صريح في تعامله مع عملائه، وقد يواجه العميل بعض الصعوبة في تقبُّل هذه الصراحة في البداية.

تقتضي وظيفة الكوتش مساعدة العميل على تحقيق أهدافه دون أن يجامله؛ بل وقد يقسو عليه عندما يتقاعس عن العمل، وتشمل المؤهلات الأخرى التي تميز الكوتش البارع مهارات القيادة، والقدرة على التفكير والتخطيط المستقبلي، وتوجيه العميل خلال تجربة الكوتشينغ.

ترتيبات جلسات كوتشينغ الحياة:

تهدف جلسات كوتشينغ الحياة إلى مساعدة العميل على تحقيق التقدم نحو الهدف النهائي؛ إذ يصمم الكوتش خطة العمل عن طريق تجزئة الهدف النهائي إلى أهداف مرحلية موزعة على أشهر عدة، وتركز جلسات الكوتشينغ على مناقشة كل من الأهداف المرحلية على حدة إلى جانب البحث في آلية تحقيقها.

يعمد الكوتش خلال الجلسات إلى توجيه مجرى المحادثة وتحقيق الغرض من الجلسة عن طريق طرح أسئلة هادفة واستقصائية من قبيل:

  1. "في أي جانب تحتاج إلى دعم أكبر؟".
  2. "تحدثت في بداية تجربة الكوتشينغ عن معاناتك من بعض المخاوف، فكيف تشعر حيال هذه المخاوف في الوقت الحالي؟".
  3. "ما هو الجانب الذي تود أن نركز عليه في جلستنا الحالية؟".
  4. "ماذا فعلت خلال الأسبوع المنصرم؟".
  5. "هل أنت راضٍ عما فعلته؟".

تحفز هذه الأسئلة عمليات التفكير لدى العميل وتشجعه على تحليل وضعه الراهن وتقييم التقدم الذي أحرزه، وضبط التجربة وسير العمل لتحقيق هدفه في نهاية المطاف.

أرباح كوتشينغ الحياة:

يبلغ متوسط راتب كوتش الحياة في "أمريكا الشمالية" (North America) نحو 67800$ وفقاً "للاتحاد الدولي للكوتشينغ" (International Coaching Federation)، ويمثل هذا الرقم متوسط الأجور في حالة العمل بدوام جزئي، وهذا يعني أنَّ أجور معظم الكوتشز تتجاوز هذه القيمة.

يطلق معظم الكوتشز مشاريعهم الخاصة وتصل أرباحهم في هذه الحالة إلى ما يزيد عن 100000$ سنوياً، ويعتمد مقدار الأرباح على عوامل عدة مثل تخصص الكوتشينغ، وعدد العملاء في الشهر، وهذا يعني أنَّه ليس ثمة حد معيَّن على أرباح الكوتشينغ.

الشهادات اللازمة لمزاولة كوتشينغ الحياة:

قطاع الكوتشينغ غير خاضع للرقابة، لكن تُشتَرط مزاولة بعض تخصصات الصحة النفسية والجسدية الحصول على شهادات معيَّنة، ويجب التذكير مجدداً بأنَّ الكوتشينغ يختلف عن تقديم الاستشارات؛ إذ يتم تقديم الاستشارات عن طريق خبراء الصحة النفسية الذين يمتلكون المؤهلات والتحصيل العلمي اللازم لتشخيص الأمراض والاضطرابات النفسية.

تتطلب مزاولة كوتشينغ الحياة توفُّر الخبرة اللازمة لمساعدة العملاء على الحصول على النتائج المرجوة، فيمكنك أن تحصل على شهادة لمزاولة الكوتشينغ، ولكنَّ هذه الشهادات باهظة الثمن، وغير خاضعة للرقابة، وتتطلب كثيراً من الوقت، ولا تقدِّم الخبرة التي قد تحصل عليها عن طريق العمل مع العملاء.

خلاصة القول، لا داعي للحصول على شهادة لمزاولة الكوتشينغ، لكن إذا قررت الحصول على واحدة، عندئذٍ يجب عليك أن تختار برنامجاً موثوقاً.

كيف تصبح كوتش حياة؟

يوجد عدد كبير من الدوافع التي تشجع الفرد على إطلاق مشروع كوتشينغ، وعلى رأسها الرغبة في دعم الآخرين ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم، إضافة إلى إحساس الاستقلال المادي والمهني المرافق لإدارة الأعمال الحرة.

فيما يأتي 3 خطوات لمزاولة كوتشينغ الحياة:

1. اختيار تخصص مربح:

يتطلب نجاح الكوتشينغ اختيار تخصص معيَّن لاستقطاب العملاء المثاليين، فيجب عليك أن تبحث عن التخصصات المطلوبة في السوق وتختار أحدها.

2. إعداد حزم الكوتشينغ:

يُفضَّل أن تكون أسعار حزم الكوتشينغ متوسطة خلال مرحلة إطلاق المشروع التجاري، فقد يرفع الكوتش أسعاره بعد إثبات جدارته في السوق وتنمية مشروعه وكسب مزيد من العملاء.

3. كسب العملاء:

يوجد عدد كبير من الاستراتيجيات المستخدَمة لاستقطاب عملاء الكوتشينغ، ويمكنك أن تكسب العملاء عن طريق مجموعات منصات التواصل الاجتماعي التي تُعنَى بتخصصك أو من خلال الاستفادة من شبكة معارفك الحالية على سبيل المثال.

في الختام:

يمنح كوتشينغ الحياة الاستقلال المادي والمهني، ويساعد الكوتش على تحقيق الرضى الذاتي، كما يعمل كوتش الحياة بوصفه مرشداً ومنتوراً في آنٍ معاً لمساعدة الأفراد على تحقيق أهدافهم، وهو يشمل عدداً من التخصصات المختلفة مثل الصحة، والعقلية، والمهنة، والأعمال التجارية، والعلاقات، ويمكن الاستعانة بخدمات كوتشينغ الحياة لتحسين جودة الحياة على كافة الأصعدة وتحقيق الأهداف المنشودة.